قراءة وتعريف

الانتصار لأهل الأثر (المطبوع باسم/ نقْض المنطِق)
book
أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية
عنوان الكتاب: الانتصار لأهل الأثر (المطبوع باسم/ نقْض المنطِق)
المحقِّق: عبد الرحمن بن حسن قائد
الناشر: دار عالم الفوائد
سنة الطبع: 1435هـ
عدد الصفحات: 406

التعريف بموضوع الكتاب
كتاب هذا الأسبوع عبارة عن جَوابٍ من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيميَّة التي عليها خاتمُه؛ خاتمُ تحقيق المنقول وتحرير المعقول، وفيها نَهجُه؛ نهْج الاستسلام للوحي والتأسِّي بصالح السَّلف.
وهو جوابٌ عن سؤال مركَّب من أمرين:
الأوَّل: مذهب السَّلف في الاعتقاد، ومذهب غيرهم من المتأخِّرين؛ ما الصواب منهما؟ وهل أهل الحديث أَوْلى بالصَّواب من غيرهم؟ وهل حدَث بعدهم علومٌ جهِلوها وعَلِمها غيرهم؟ والثاني: عِلم المنطق؛ هل مَن قال: (إنَّه فرضُ كفايةٍ) مصيب؟

وقد استغرَقَ جوابُ شيخ الإسلام عن الأمر الأوَّل ثلاثةَ أرباع الكتاب، وجعَل الربع الأخير للجواب عن الأمر الثاني.
فابتدأ الجوابَ بتقرير أنَّ اتباع سبيلِ المؤمنين من الصَّحابة وتابعيهم بإحسانٍ واجبٌ، وأنَّ مِن سبيلهم في الاعتقادِ الإيمانَ بصفات الله تعالى وأسمائِه التي وردتْ في كتابه وسُنَّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّمَ، من غير زيادةٍ عليها ولا نقصٍ منها، وبلا تأويلٍ ولا تَشبيهٍ لها بصفات المخلوقين، واحتجَّ لإثبات ذلك بنصوصٍ من عيون كلامِهم وكلامِ مَن بعدهم ممَّن حكَى مذهبَهم وطريقتَهم في هذا الباب.

ثم ابتدأَ فصلًا في بيان أنَّ طريقتهم أحكمُ وأعلم، وأفاض في بيان فَضْلِ أهل الحديث، وأنَّهم يُشاركون كلَّ طائفة فيما يتحلَّوْنَ به من صفات الكمال، ويمتازون عنهم بما لَيسَ عندهم، واحتجَّ لذلك بأنَّ كلَّ إمامٍ متبوعٍ وطائفةٍ إنما يُحمَدون عند الأمَّة بمقدار اتِّباعهم للحديث وقُربهم منه، وضرَب لذلك شواهدَ عديدةً من الناس والطَّوائف، في سياقٍ تاريخيٍّ نقديٍّ، وتقويمٍ عادلٍ يتحرَّى الإنصاف.

ثم قصَد إلى بيان أنَّ الفلاسفة والمتكلِّمين الذين يَصِفون أهلَ الحديث بالحشو والجهل هم أحقُّ بذلك الوصفِ وأهلُه؛ لقولهم الباطلَ وتكذيبهم الحقَّ في مسائلِهم ودَلائلهم، واستدلَّ لذلك بوجهين أطال فيهما:
الأوَّل: أنَّهم أعظمُ الناس شكًّا واضطرابًا، وأضعفُهم عِلمًا ويقينًا.
الثَّاني - وهو فرعٌ من الأوَّل -: أنَّهم أكثرُ الناس انتقالًا من قولٍ إلى قول، وجزمًا بالقول في موضعٍ، وبنقيضِه وتكفير قائلِه في موضعٍ آخر.
ثم تحدَّث عن طُرق الخارجين عن طريقةِ السابقين الأوَّلين: طريق التَّخييل، وطريق التأويل، وطريق التَّجهيل، وأفاض في بيان كلِّ طريق، وهو بابٌ استفتَحه في مواضِعَ كثيرةً من كتبه.
ثم ابتدأ فَصلًا في نقضِ كلامٍ مشهورٍ للعزِّ بن عبد السلام في رسالته (الملحة) ينبز فيه مُثبتةَ الصِّفات بالحشو، وأنَّهم يتستَّرون بمذهب السَّلف، وأنَّ منهم مَن لا يتحاشى من التشبيهَ والتجسيم، وأبان عمَّا في كلامه من الحقِّ والباطل، وحرَّر هذه المصطلحات.

ثم عقَد فصلًا آخَرَ للردِّ على معترِض نقَل عن أبي الفرج بن الجوزي كلامًا يذمُّ به الحنابلة في باب إثبات الصِّفات، وأفاض في بيان ما فيه من ضَعْف العقل والنقل، وما اشتمَلَ عليه من التعصُّب بالجهل والظُّلم.

ثم تكلَّم شيخُ الإسلام على الجزء الثاني من السُّؤال وهو الخاصُّ بالمنطق، فبدأ الجوابَ ببيان أنَّ القول بأنَّ تعلُّم المنطق فرضُ كفاية قولٌ في غاية الفساد، ثم ذكَر بعض مَن ذمَّ المنطق، وبيَّن عدم نفْعه، وعدم الحاجة إليه إلَّا لِمَن فقَدَ أسباب الهدى.
ثم افتتح فصلًا للردِّ على كلام أهلِه في الحدودِ وبيان وجوه الخَلل فيه، وهو أحد قِسمي المنطق، ثم انتقل للحديثِ عن كلامِهم في القياس ومواضِع الإصابة والباطل فيه، كل ذلك بإيجازٍ وإحالةٍ على مواضِعَ بسَط القولَ فيها على تِلك المسائل. وبهذا يختم شيخ الإسلام كتابه.

وقد قَسم المحقِّق عملَه قِسمين:
القسم الأوَّل: مقدِّمة التحقيق، وفيه:
إثبات نِسبة الكتاب لمؤلِّفه، ثم تَكلَّم عن عنوان الكتاب، ورجَّح المحقِّقُ أنَّ  الأليقَ بالكتاب وبمضمونه هو أن يكون عنوانه (الانتصار لأهل الحديث)، خلافًا للعنوان الذي طُبِع به من قبلُ (نقض المنطق)؛ لقرائنَ عِدَّة، من أهمها: أنَّ ثلاثة أرباع الكتاب موضوعٌ لبيان فضل عقيدة السَّلف وأصحاب الحديث، والانتصار لهم، وبيان فضلهم.
ومِن القرائن أيضًا: ما وقَف عليه المحقِّق من كلام للشيخ سليمان بن سحمان (ت:1349) حيث إنَّه وقف على الكتاب ونقَل نقلًا طويلًا، وقال في صَدرِه: (قال شيخُ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله رُوحَه في كتابه "الانتصار لأهل الأثر"...).

ثم تَكلَّم المحقِّقُ عن موضوع الكتاب، ومنهج المؤلِّف وموارده في الكتاب، ووصَفَ  الأصل الخَطَّي الذي اعتمَد عليه في إخراج نصِّ الكِتاب، والطَّبعاتِ السَّابقة للكتاب، والمنهجَ الذي اتَّبعه في التحقيق.
القِسم الثاني: النصُّ المحقَّق، وفيه نصُّ كتاب شيخ الإسلام كاملًا محقًّقًا على المنهج الذي اتَّبعَه المحقِّق فيه.

ثم ختَم المحقِّق الكتابَ بمجموعةٍ من الفهارس العلميَّة.