قراءة وتعريف

العلاقة بين الصوفية والإمامية - جذورها.. واقعها.. أثرها على الأمة
book
زياد بن عبد الله الحمام
عنوان الكتاب: العلاقة بين الصوفية والإمامية - جذورها.. واقعها.. أثرها على الأمة
النـاشـر: مجلة البيان – الرياض
سـنة الطبـع: ط 1 – 1432هـ
عدد الصفحات: 624
نــوع الكتـاب: رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراه من جامعة الملك سعود

  التعريف بموضوع الكتاب:

 الصوفية والإمامية مذهبان من المذاهب العقدية الخطيرة, والتي لها حضور واسع في الساحة الإسلامية, وتشكلان خطراً كبيراً على عقائد الأمة ووحدتها, ويزيد من خطورتهما العلاقة الوطيدة بينهما حيث أن  بينهما جوانب التقاء يشتركون فيها, وعلاقات قائمة منذ قرون, اتسع نطاقها في وقتنا المعاصر, وظهرت نتائجها جلية واضحة للعيان, فكان لزاماً من دراسة متعمقة تبين جذور هذه العلاقة, وتبرز جوانب الالتقاء  والافتراق بينهما خاصة في هذا الوقت, وبيان أثر ذلك في حياة الأمة, وهذا ما قام به مؤلف هذه الرسالة القيمة شكر الله سعيه.

حيث قام المؤلف بكشف حقيقة العلاقة بين الصوفية والإمامية في الوقت الحاضر, وبيان منشأ هذه العلاقة وأطوارها, مستعرضاً النقاط التي يتفقون فيها أو يفترقون, دارساً آثار هذه العلاقة على الأمة, وبيان موقف أهل السنة والجماعة منها.

ابتدأ المؤلف كتابه القيم بمقدمة استعرض فيها أهمية الموضوع, والأسباب التي دعت إلى اختياره, ومنهجية البحث, ومن ثم مهَّد للموضوع بتمهيد تناول فيه التعريف بالصوفية, وأبرز طرقها المعاصرة, خاصة تلك التي لها صلة بالإمامية كالرفاعية, والبكتاشية, والختمية, والعزمية.

ومن ثمَّ عرف مذهب الإمامية الإثني عشري, وتحدث عن شيء من واقعه المعاصر, وعن مدرستيه الأخبارية والأصولية. ليشرع بعد ذلك في أبواب الكتاب, حيث تألف من ثلاثة أبواب:

الباب الأول: عنون له المؤلف بـ (( جذور الصلة بين الصوفية والإمامية)), وتألف هذا الباب من فصلين:

الفصل الأول: تناول فيه أسباب وأصول نشأة العلاقة بين التصوف والإمامية, وتحدث فيه عن المؤثرات الخارجية التي كانت سبباً في نشأة كلا الطائفتين, وخص بالذكر منها المؤثرات المشتركة بينهما كالنصرانية, واليهودية, والفارسية, والهندية, واليونانية, واقتصر على ذكر الملامح المشتركة في التأثر, كما تناول في نفس الفصل أوجه الاتفاق في مصادر التلقي ومنهجية الاستدلال بين الصوفية, والإمامية, وتناول موقفهم من القرآن الكريم, والسنة النبوية, وأقوال الشيوخ والأئمة, والمصادر العرفانية بوصفها مصادر مشتركة للتلقي عند الفرقتين.

الفصل الثاني: وفي الفصل الثاني من هذا الباب تحدث عن اتجاهات أعلام ومفكري الصوفية والإمامية في القديم والحديث من العلاقة بين الفرقتين, ملمحاً لاتجاهين متضادين في كل فرقة الاتجاه الأول يؤيد هذه العلاقة بين الفرقتين والاتجاه الآخر يرفضها.

الباب الثاني: وذكر فيه المؤلف أبرز مسائل الاتفاق والاختلاف بين الصوفية والإمامية وفيه فصلان:

الفصل الأول: وتناول فيه المسائل العلمية, فذكر من ذلك مسألة توحيد الله, وأصول الإيمان, وبين تعريف التوحيد والشرك عند الصوفية والإمامية, ومدى تأثر الفرقتين بعقيدة وحدة الوجود, وتأثر الإمامية ومن تابعهم من المتصوفة بمسألة الإمامة. كما عرض لتعريف الإيمان عند الفرقتين, والطريقة التي تناولتا فيها أركان الإيمان, ذاكراً العقائد المشتركة بينهما في أركان الإيمان.

ومما تناوله المؤلف في هذا الفصل أيضاً مسائل النبوة, والإمامة, والولاية, فعرف هذه المصطلحات, وتحدث عن مسألة ارتبطت بمسألة النبوة وهي القول بالحقيقة المحمدية, وتحدث عن موقف الفرقتين من عصمة الأنبياء ومعتقدهم في رجعتهم, معرجاً على الخصائص المشتركة بين الإمامة والولاية عند الطائفتين.

وبين المؤلف موقف الفرقتين من الصحابة.

الفصل الثاني: عرض فيه المؤلف للمسائل العملية, فتحدث عن الأصل في تعظيم القبور عند الطائفتين, ومنشأ هذا التعظيم في العالم الإسلامي.

وفي هذا الفصل أيضاً تناول المؤلف مراحل الترقي في المذهب عند الفرقتين, موضحاً أن هناك تقارباً بينهما في مناهج التربية, والمراتب والألقاب الدينية. وتحدث عن عناية كل طائفة بكتب الطائفة الأخرى, طباعة ونشراً, وشرحاً, وتعليقاً, واختصاراً وتهذيباً, بل وتضميناً.

الباب الثالث: وكان الحديث فيه عن أثر علاقة الصوفية بالإمامية, وموقف أهل السنة منها وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول: تحدث فيه المؤلف عن أثر هذه العلاقة على الفرقتين, وبين الأصول والدلائل المشتركة للوقوع في الاضطراب والتناقض عندهما, ليختار نموذجاً من ذلك التناقض والاضطراب الحاصل في معتقد الإمامة والولاية, وتناول بالحديث شيوع الطقوس البدعية كإحياء الحوليات, والذكر الجماعي, والأوراد والأذكار المخترعة.

الفصل الثاني: وخصصه المؤلف للحديث عن الآثار المترتبة على العلاقة بين الصوفية والإمامية في حياة الأمة, وأوضح أن من تلك الآثار محاربة أهل السنة والجماعة, والوقوف مع الأعداء ضدهم, ومحاولة تعميق نظرية التقريب بين السنة والشيعة.

الفصل الثالث: تناول فيه المؤلف موقف أهل السنة والجماعة من أهم وأبرز مسائل العلاقة بين الصوفية والإمامية, فتحدث عن موقف أهل السنة من المسائل العلمية في علاقتهما, والتي من أبرزها مسائل التوحيد, والنبوة, والإمامة, والولاية, والموقف من الصحابة. ثم ساق الحديث عن موقف أهل السنة والجماعة من المسائل العملية في علاقة الصوفية بالإمامية, كالقبور والأضرحة, والطقوس البدعية, ومناقشة ذلك كله بالأدلة من كتاب وسنة, وأقوال السلف الصالح.

الكتاب يعتبر مرجعاً مهمًّا في بابه, وهو جدير بالقراءة والتأمل لمعرفة مدى اتفاق هاتين الفرقتين, ونقاط اجتماعهما وافتراقهما.