موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثالثُ: أقسامُ أفعالِ المقارَبةِ والرَّجاءِ والشُّروع من حيثُ التصَرُّفُ والجمودُ


تنقَسِمُ أفعالُ المقاربةِ والرَّجاءِ والشُّروعِ من حيثُ التصَرُّفُ والجمودُ إلى قِسمَينِ:
1- متصَرِّفةٌ يأتي منهُما المُضارعُ، وهما فعلان: (كادَ) و(أوْشَكَ).
فتَقولُ: يكادُ المطرُ يتوقَّفُ، ومنه: يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ [البقرة: 20] .
وتَقولُ: توشِكُ الدِّراسةُ أن تبدَأَ، ومنه: قَولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا » أخرجه البخاري (7119)، ومسلم (2894) من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه. .
واستُعمِلَ من أوشَكَ اسمُ الفاعِلِ (مُوشِكٌ)، نحوُ قَولِ الشَّاعِرِ:
فمُوشِكةٌ أرضُنا أن تعودَ
خلافَ الخَليطِ وُحوشًا يبابَا
وقَولِ الشَّاعِرِ:
فإنَّكَ مُوشِكٌ ألَّا تَرَاها
وتَعْدُو دونَ غاضِرةِ الغَوادي
كما جاء اسمُ الفاعِلِ (كائِدٌ) مِن (كاد)، نحوُ قَولِ الشَّاعِرِ:
أموتُ أسًى يومَ الرجامِ وإنَّني
يَقينًا لرَهنٌ بالذي أنا كائِدُ
أراد: بالموتِ الذي كِدْتُ آتِيه.
2- جامدةٌ لا تتصَرَّفُ، وهي بَقِيَّةُ الأفعالِ؛ فتُلازِمُ الماضيَ، فلا يقالُ: (يَطفَقُ، يَكربُ، يَخلَولِقُ...) يُنظَر: ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (1/ 459)، ((ارتشاف الضَّرَب من لسان العرب)) لأبي حيان الأندلسي (3/ 1235). .

انظر أيضا: