الموسوعة العقدية

 الجُودُ

جُودُ اللهِ وكَرمُه قدْ عمَّ الوُجودَ، وهذا ممَّا أجْمَعتْ عليه الأمَّةُ، بل لا رَيبَ في ذلِك عِندَ أهلِ المِلَلِ كُلِّها، كما يَقولُ ابنُ تَيميَّة [1854] يُنظر: ((بيان تلبيس الجهمية)) (1/521). .
والجُودُ: هو كَثرةُ العَطاءِ [1855] يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/ 493). .
قال الحليميُّ: (الجَوَادُ: معناه الكثيرُ العَطايا) [1856] يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 203). .
وقال ابنُ القيِّمِ:
(وَهُوَ الجَوَادُ فَجُودُهُ عَمَّ الوُجُو دَ جَمِيعَهُ بِالفَضْلِ وَالإِحْسَانِ) [1857] يُنظر: ((الكافية الشافية)) (ص: 720). .
وقال السَّعْديُّ: (الرَّحمنُ، الرَّحيمُ، البَرُّ، الكريمُ، الجوَادُ، الرَّؤُوفُ، الوهَّابُ. هذه الأسماءُ تتقاربُ معانيها، وتدُلُّ كُلُّها على اتِّصافِ الرَّبِّ بالرَّحمةِ والبِرِّ، والجُودِ والكَرَمِ، وعلى سَعةِ رحمتِه ومواهِبِه التي عَمَّ بها جميعَ الوجودِ، بحسَبِ ما تقتضيه حِكمتُه، وخَصَّ المؤمنين منها بالنَّصيبِ الأوفَرِ، والحَظِّ الأكمَلِ؛ قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأعراف: 156] الآية. والنِّعَمُ والإحسانُ كُلُّه من آثارِ رَحمتِه، وجُودِه وكَرَمِه. وخيراتُ الدُّنيا والآخِرةِ، كُلُّها من آثارِ رحمتِه) [1858] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 946). .
وقد ورَد اسمُ (جَوَاد) في السُّنَّةِ بأربعةِ ألفاظٍ:
الأوَّلُ: بلَفظِ: ((إنَّ اللهَ... جَوَادٌ يحِبُّ الجُودَ...)) من حديث: سَعْدِ بن أبي وقَّاصٍ [1859] أخرجه الترمذيُّ (2799)، والبزار (1114)، وأبو يعلى (791) ، وابنِ عَبَّاس [1860] أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/29)، والشجري في ((الأمالي)) (2652). ، وطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ بنِ كَريزٍ [1861] أخرجه القاسم بن سلَّام في ((فضائل القرآن)) (ص: 89)، وابنُ أبي شيبة في ((المصنف)) (27149)، وهنَّاد في ((الزهد)) (2/ 424) ، وورَد مُرْسلًا عنْ سَعيدِ بنِ المسيَّب.
والثَّاني: بلَفْظ: ((ذلِك بأنِّي جَوَادٌ وَاجِدٌ ماجِدٌ)) من حَديثِ أبي ذَرٍّ الغِفاريِّ [1863] أخرجه الترمذي (2495)، وابن ماجه (4257)، وأحمد (21405) مطولاً .
والثَّالثُ: بلَفْظ: ((اللهُ أَجودُ الأَجودِينَ)) من حَديثِ أنسِ بنِ مالكٍ.
والرَّابع: بلَفْظ: ((إنَّ اللهَ جَوَادٌ كَريمٌ)) مِن حَديثِ أنسِ بنِ مالكٍ.
وكُلُّها في أسانيدِها مَقالٌ.
وممن أَثبَتَ اسمَ (الجَوَاد) للهِ عَزَّ وجلَّ عددٌ مِن العُلَماء: ابنُ مَنْدَهْ [1866] يُنظر: ((كتاب التوحيد)) (2/99). ، والبَيهقيُّ [1867] يُنظر: ((الأسماء والصفات)) (1/169). ، والقُرطبيُّ [1868] يُنظر: ((الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى)) (ص: 72). ، وابنُ القَيِّمِ [1869] تقدَّم آنفًا. ، والسَّعْديُّ [1870] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 946). ، وابنُ عُثَيمين [1871] يُنظر: ((القواعد المثلى)) (ص: 16). .
لكِنَّه لم يَثبُتْ في حديثٍ صحيحٍ.

انظر أيضا: