موسوعة الأخلاق والسلوك

سادِسًا: صُوَرُ الغَدرِ ونَقضِ العَهدِ


إنَّ الغَدرَ في أيِّ عَهدٍ أعطاه على أيِّ شَيءٍ من الأشياءِ ونَقضَ العَهدَ، وهَذا يَشمَلُ المعاهَدةَ مع الكُفَّارِ والمعاهَدةَ مَعَ المسلِمِ في بعضِ الأشياءِ، فيَحرُمُ الغَدرُ بها، ويَدخُلُ في العُهودِ التي يَجِبُ الوفاءُ بها ويَحرُمُ الغَدرُ فيها جَميعُ عُقودِ المسلمينَ فيما بينَهم إذا تَراضوا عليها من المبايَعاتِ والمناكَحاتِ وغَيرِها من العُقودِ اللَّازِمةِ التي يَجِبُ الوفاءُ بها، وكذلك ما يَجِبُ الوفاءُ به للهِ عَزَّ وجَلَّ مِمَّا يُعاهِدُ العَبدُ رَبَّه عليه من نَذرِ التَّبرُّرِ ونَحوِه [5036] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (3/1255)، ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (6/166). .
ومِن صوَرِ نَقضِ العَهدِ [5037] يُنظر: ((آفات على الطريق)) لسيد محمد نوح (80-82) بتصرف. :
1- نَقضُ العَهدِ الذي وصَّى اللهُ به خَلقَه مِن فعلِ ما يُحِبُّه اللهُ ويَرضاه من الأقوالِ والأفعالِ، وتَركِ ما لا يُحِبُّه اللهُ ولا يَرضاه من الأقوالِ والأفعالِ، والذي تَضَمَّنَته كُتُبُه المنزَّلةُ وبَلَّغَه رُسُلُه عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ، ومَعنى نَقضِ هَذا العَهدِ تَركُ العَمَلِ به.
2- نَقضُ العَهدِ الذي للإمامِ ونائِبِه على المسلمينَ من وجوبِ الطَّاعةِ في المعروفِ، ونُصرةِ دينِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ دونَ مُبَرِّرٍ شَرعيٍّ يَقتَضي ذلك.
3- نَقضُ العَهدِ الذي أعطاه الشَّارِعُ الحَكيمُ للكُفَّارِ غَيرِ المحارِبينَ من أهلِ الذِّمَّةِ والمستَأمنينَ وكذلك المعاهَدينَ دونَ مُبَرِّرٍ شَرعيٍّ يَقتَضي ذلك، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ألا مَن قَتَلَ نَفسًا مُعاهَدةً له ذِمَّةُ اللهِ وذِمَّةُ رَسولِه، فقد أخفَرَ بذِمَّةِ اللهِ، فلا يَرَحُ رائِحةَ الجَنَّةِ، وإنَّ ريحَها ليوجَدُ من مَسيرةِ سَبعينَ خَريفًا!)) [5038] رواه الترمذي (1403) واللفظ له، وابن ماجه (2687) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. صحَّحه الترمذي، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1403). والحديث رواه البخاري (6914) عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((من قَتَل نفسًا مُعاهَدًا لم يرَحْ رائحةَ الجنَّةِ، وإنَّ ريحَها يوجَدُ من مسيرةِ أربعين عامًا)). .
4- خُلفُ الموعِدِ بأن يُعطيَ مَوعِدًا وفي نيَّتِه عَدَمُ الوفاءِ.
5- نَقضُ الحُكَّامِ والوُلاةِ عَهدَ اللهِ بعَدَمِ تَطبيقِهم لشَرعِه والسَّيرِ على مَنهَجِه.

انظر أيضا: