موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ القُرآنِ الكريمِ


حذَّر الإسلامُ من العُدوانِ؛ لأنَّها صفةٌ مذمومةٌ ومَقيتةٌ، ونهى عن التَّعاوُنِ عليها، وقد وردت آياتٌ تُحَذِّرُ من العُدوانِ، منها قَولُه تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة: 2] .
قال الطَّبَريُّ: (وَالْعُدْوَانِ يقولُ: ولا على أن تتجاوزوا ما حَدَّ اللَّهُ لكم في دينِكم، وفَرَض لكم في أنفُسِكم وفي غيرِكم) [4878] ((جامع البيان)) (9/490). .
- قال تعالى: وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [المائدة: 62] .
قال ابنُ كثيرٍ: (أي: يُبادِرون إلى ذلك مِن تعاطي المآثِمِ والمحارِمِ، والاعتداءِ على النَّاسِ، وأكلِهم أموالَهم بالباطِلِ، لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أي: لبِئسَ العَمَلُ كان عَمَلُهم، وبئسَ الاعتداءُ اعتِداؤُهم!) [4879] ((تفسير القرآن العظيم)) (3/144). .
- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [المائدة: 87] .
قال السَّعديُّ: (واللَّهُ قد نهى عن الاعتداءِ، فقال: وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. بل يُبغِضُهم ويَمقتُهم ويعاقِبُهم على ذلك) [4880] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 242). .
- قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف: 55] .
قال السَّعديُّ: (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ أي: المُتجاوِزينَ للحَدِّ في كُلِّ الأمورِ، ومن الاعتداءِ كونُ العَبدِ يَسألُ اللَّهَ مَسائِلَ لا تَصلُحُ له، أو يتنَطَّعُ في السُّؤالِ، أو يبالِغُ في رَفعِ صَوتِه بالدُّعاءِ؛ فكُلُّ هذا داخِلٌ في الاعتداءِ المنهيِّ عنه) [4881] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 291). .
- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة: 178] .
قال ابنُ جريرٍ: (يعني تعالى ذِكرُه بقَولِه: فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ، فمن تجاوَز ما جعَلَه اللَّهُ له بَعدَ أخْذِه الدِّيَةَ، اعتداءً وظُلمًا، إلى ما لم يجعَلْ له مِن قَتلِ قاتِلِ وَليِّه وسَفكِ دَمِه؛ فله بفِعلِه ذلك وتعَدِّيه إلى ما قد حرَّمْتُه عليه، عذابٌ أليمٌ) [4882] ((جامع البيان)) (3/375). .
- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ [المجادلة: 9] .
قال ابنُ كثيرٍ: (ثمَّ قال اللَّهُ مُؤدِّبًا عبادَه المُؤمِنين ألَّا يكونوا مِثلَ الكَفَرةِ والمُنافِقين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ أي: كما يتناجى به الجَهَلةُ مِن كَفَرةِ أهلِ الكتابِ، ومَن مالَأَهم على ضَلالهِم من المُنافِقين) [4883] ((تفسير القرآن العظيم)) (8/44). .
- وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ [النحل: 90] ، ويدخُلُ في البَغيِ كُلُّ عُدوانٍ على الخَلقِ في الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ [4884] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص: 447). .

انظر أيضا: