موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((قيل: يا رسولَ اللهِ، أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟ قال: كُلُّ مخمومِ القَلبِ صَدوقِ اللِّسانِ، قيل: صَدوقُ اللِّسانِ نَعرِفُه، فما مخمومُ القَلبِ؟ قال: هو التَّقِيُّ النَّقيُّ، لا إثمَ فيه ولا بَغيَ، ولا غِلَّ ولا حَسَدَ)) [2814] رواه ابنُ ماجه (4216) واللفظ له، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/183)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (6604). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (4216)، وصحَّح إسنادَه المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/33)، والبوصيري في ((مصباح الزجاجة)) (2/325)، والعراقي في ((تخريج الإحياء)) (3/18). .
- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إيَّاكم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحديثِ، ولا تَحَسَّسوا ولا تَجَسَّسوا، ولا تَنافَسوا ولا تَحاسَدوا، ولا تَباغَضوا ولا تَدابَروا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا)) [2815] رواه البخاري (6064)، ومسلم (2563) واللفظ له. .
فالحديثُ فيه نهيٌ عن الظَّنِّ؛ لأنَّه مبنيٌّ على غيرِ الواقِعِ، فهو كَذِبٌ يستهينُ به صاحِبُه، فيكونُ أكثَرَ وُقوعًا، وأكثَرَ شَرًّا، ثمَّ إنَّ الشَّيطانَ ينتَقِلُ بالظَّنِّ إلى محاولةِ التَّأكُّدِ من المظنونِ، فيدفَعُ إلى التَّجَسُّسِ والتَّحسُّسِ؛ فنهى الحديثُ عن التَّجسُّسِ والتَّحسُّسِ، ثمَّ ينتَقِلُ الشَّيطانُ بالمتحَسِّسِ والمتجَسِّسِ إلى البغضاءِ والمقْتِ والكراهيةِ؛ فنهى الحديثُ عن البغضاءِ والحِقْدِ والحسَدِ، فإن انتَقَل الشَّيطانُ بالمتباغِضينَ إلى التَّقاطُعِ والتَّدابُرِ والهَجرِ، قيل لهم: ((لا تَدابَروا، ولا يحِلُّ لمُسلِمٍ أن يهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ))، هكذا يدخُلُ الشَّيطانُ ليُفسِدَ دينَ المُسلِمِ، وهكذا يجِبُ محاربتُه ليبقى المُسلِمُ مُسلِمًا كاملًا، ولتبقى الأُخُوَّةُ بينَه وبَينَ بني جنسِه؛ ليكونَ الجميعُ عِبادَ اللهِ إخوانًا [2816] ((فتح المنعم شرح صحيح مسلم)) لموسى شاهين لاشين (10/ 16). .

انظر أيضا: