موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: أسبابُ الوُقوعِ في الانتِقامِ


من أسبابِ الوُقوعِ في الانتِقامِ:
1- عَدَمُ التَّحَلِّي بالحِلمِ والصَّبرِ.
2- عَدَمُ التَّحَلِّي بالعَفوِ والصَّفحِ.
3- عَدَمُ القُدرةِ على كَظمِ الغَيظِ.
4- الغَضَبُ، وهو من أهمِّ الأسبابِ المؤدِّيةِ إلى إيقاعِ الأذى بالشَّخصِ المنتَقَمِ منه؛ فالإنسانُ عندما يغضَبُ تدعوه نفسُه إلى البَطشِ والانتِقامِ.
قال ابنُ عاشورٍ: (فإنَّ الغَضَبَ من سوءِ المعاملةِ من طباعِ النَّفسِ، وهو يبعَثُ على حُبِّ الانتِقامِ من المُسيءِ) [947] ((التحرير والتنوير)) (24/ 292). .
5- العداوةُ والبغضاءُ والحِقدُ:
قال الغَزاليُّ: (فإنَّ مَن آذاه شخصٌ بسَبَبٍ من الأسبابِ، وخالفه في غرَضٍ بوجهٍ من الوجوهِ، أبغَضَه قَلبُه وغَضِبَ عليه، ورَسَخ في نفسِه الحِقدُ، والحِقدُ يقتضي التَّشفِّيَ والانتِقامَ، فإنْ عَجَز المبغِضُ عن أن يتشَفَّى بنفسِه، أحَبَّ أن يتشفَّى منه الزَّمانُ، وربَّما يُحيلُ ذلك على كرامةِ نفسِه عِندَ اللهِ تعالى، فمهما أصابت عدُوَّه بليَّةٌ فَرِح بها، وظنَّها مكافأةً له من جهةِ اللهِ على بغضِه، وأنَّها لأجلِه، ومهما أصابته نعمةٌ ساءه ذلك؛ لأنَّه ضِدُّ مُرادِه، وربَّما يخطُرُ له أنَّه لا منزلةَ له عِندَ اللَّهِ؛ حيث لم ينتَقِمْ له من عدُوِّه الذي آذاه، بل أنعَمَ عليه!) [948] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/192). .
6- وقوعُ أذيَّةٍ أو إساءةٍ تدفَعُ إلى الرَّغبةِ في الانتِقامِ.
7- عدَمُ الانتصافِ للمظلومِ، ورَدِّ الحقوقِ لأصحابِها.
8- إهمالُ النَّظَرِ في العواقِبِ؛ قال ابنُ الجَوزيِّ: (تدبَّرْتُ أحوالَ الأخيارِ والأشرارِ، فرأيتُ سببَ صلاحِ الأخيارِ النَّظَرَ، وسَبَبَ فَسادِ الأشرارِ إهمالَ النَّظَرِ؛ وذاك أنَّ العاقِلَ ينظُرُ... وإذا اشتهى الانتِقامَ ممَّن يؤذيه ذكَر ثوابَ الصَّبرِ، ونَدَمَ الغَضبانِ على أفعالِه في حالِ الغَضَبِ، ثمَّ لا يزالُ يتأمَّلُ سُرعةَ ممَرِّ العُمرِ، فيغتَنِمُه بتحصيلِ أفضَلِ الفضائِلِ، فينالُ مُناه) [949] يُنظَر: ((صيد الخاطر)) (ص: 262، 263). .

انظر أيضا: