موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من الشِّعرِ


1- قال أبو الشِّيصِ:
ضَعِ السِّرَّ في صَمَّاءَ ليست بصَخرةٍ
صَلودٍ [882] الصَّلودُ: التي لا تُوري نَارًا. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 257). كما عايَنْتَ من سائِرِ الصَّخْرِ
ولكِنَّها قَلبُ امرئٍ ذي حَفيظةٍ
يرى ضَيعةَ الأسرارِ هِتْرًا [883] الهِترُ: السَّقَطُ من الكلامِ والخَطَأُ فيه والباطِلُ. أو هو من الهَتْرِ، وهو مَزْقُ العِرضِ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (14/ 392، 93). من الهِتْرِ
يموتُ وما ماتت كرائِمُ فِعلِه
ويَبْلى وما يَبْلى نَثاهُ على الدَّهْرِ [884] يُنظر: ((الحيوان)) للجاحظ (5/103)، والنَّثَا: ما أخبَرْتَ به عن الرَّجُلِ مِن حَسَنٍ أو سَيِّئٍ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (40/ 20).
2- وقال محمَّدُ بنُ إسحاقَ الواسِطيُّ:
إذا المرءُ لم يحفَظْ سريرةَ نَفْسِه
وكان لسِرِّ الأخِ غَيرَ كَتُومِ
فبُعدًا له من ذي أخٍ وموَدَّةٍ
وليس على وُدٍّ له بمُقيمِ [885] يُنظر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 189).
3- وقال قَيسُ بنُ الخَطيمِ:
وإنْ ضَيَّعَ الإخوانُ سِرًّا فإنَّني
كَتومٌ لأسرارِ العَشيرِ أمِينُ
يكونُ له عندي إذا ما ائتمَنْتُه
مكانٌ بسَوداءِ [886] السَّوادُ من القَلبِ: حَبَّتُه، وَقيل: دَمُه، كسَوْدائِه وأَسْوَدِهِ، وإِذا صَغَّروه رَدُّوه إِلى سُوَيدَاءَ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (8/ 228). الفُؤادِ مَكينِ [887] يُنظر: ((الحيوان)) للجاحظ (5/102). يقالُ: فُلانٌ مَكينٌ عِندَ فُلانٍ بَيِّنُ المكانةِ. يُنظر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 275).
4- وقال الكُرَيزيُّ:
إذا أنت لم تحفَظْ لنَفْسِك سِرَّها
فأنت إذا حمَّلْتَه النَّاسَ أضيَعُ
ويَضحَكُ في وجهي إذا ما لَقِيتُه
ويَنهَشُني بالغَيبِ يومًا ويَلسَعُ [888] يُنظر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 190).
5- وقال قَيسُ بنُ الخَطيمِ الأنصاريُّ:
إذا جاوَزَ الاثنينِ سِرٌّ فإنَّه
بِنَثٍّ [889] النَّثُّ: نَشرُ الحديثِ، وقيل: هو نَشرُ الحديثِ الذي كتْمُه أحَقُّ مِن نَشرِه. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (2/194). وتكثيرِ الوُشاةِ قمينُ [890] يُنظر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 57).
6- وقال الكُرَيزيُّ:
اجعَلْ لسِرِّك من فؤادِك مَنزِلًا
لا يستطيعُ له اللِّسانُ دُخولَا
إنَّ اللِّسانَ إذا استطاع إلى الذي
كَتَم الفؤادُ من الشُّؤونِ وُصولَا
ألفَيْتَ سِرَّك في الصَّديقِ وغَيرهِ
مِن ذي العداوةِ فاشِيًا مَبذولَا [891] يُنظر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 189).
7- وقال البَغداديُّ:
صُنِ السِّرَّ بالكِتمانِ يُرضيك غِبُّه [892] الغِبُّ: العاقِبةُ. يُنظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (2/ 442).
فقد يُظهِرُ المرءُ المُضَيَّعَ فيَندَمُ
فلا تُلجِئَنَّ سِرًّا إلى غيرِ حِرْزِه
فيُظهِرَ حِرزُ السُّوءِ ما كُنتَ تَكتُمُ [893] يُنظر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 189).
8- وقال المنتَصِرُ بنُ بلالٍ الأنصاريُّ:
سأكتُمُه سِرِّي وأكتُمُ سِرَّه
ولا غَرَّني أنِّي عليه كريمُ
حليمٌ فيُفشي أو جهولٌ يُذيعُه
وما النَّاسُ إلَّا جاهِلٌ وحليمُ [894] يُنظر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 189).
9- وقال آخَرُ:
ونَفسَك فاحفَظْها ولا تُفْشِ للعِدَى
من السِّرِّ ما يَطوي عليه ضميرُها
فما يحفَظُ المكتومَ من سِرِّ أهلِه
إذا عُقَدُ الأسرارِ ضاع كثيرُها
من القَومِ إلَّا ذو عَفافٍ يُعينُه
على ذاك منه صِدقُ نفسٍ وخَيْرُها [895] يُنظر: ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص: 46).
10- وقال عامِرٌ الخَزْرَجيُّ:
إذا أنت لم تجعَلْ لسِرِّك جُنَّةً
تعرَّضْتَ أن تُروى عليكَ العجائِبُ [896] يُنظر: ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/510).
11- وقال آخَرُ:
إذا ما ضاقَ صَدْرُك عن حديثٍ
فأفشَتْه الرِّجالَ فمَن تَلومُ
إذا عاتَبْتُ من أفشى حديثي
وسِرِّي عندَه فأنا الظَّلومُ
وإنِّي حينَ أسأَمُ حَملَ سِرِّي
وقد ضمَّنْتُه صَدري سَؤُومُ
ولستُ مُحَدِّثًا سِرِّي خليلًا
ولا عِرْسي إذا خطَرَت هُمومُ
وأطوي السِّرَّ دونَ النَّاسِ إنِّي
لِمَا استُودِعْتُ مِن سِرِّي كَتومُ [897] يُنظر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص: 190).
12- قال الشَّافِعيُّ:
إذا المرءُ أفشى سِرَّه بلِسانِه
ولامَ عليه غيرَه فهو أحمَقُ
إذا ضاق صَدرُ المرءِ عن سِرِّ نَفسِه
فصَدْرُ الذي يُستودَعُ السِّرَّ أضيَقُ [898] يُنظر: ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص: 76)
13- قال المتنَبِّي:
وللسِّرِّ مني موضِعٌ لا ينالُه
نديمٌ ولا يُفضي إليه شَرابُ [899] يُنظر: ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص: 36)
14- وقال السَّرِيُّ الرَّفَّاءُ يُعاتِبُ صديقًا له أسَرَّ إليه حديثًا فأذاعه:
رأيتُك تبري للصَّديقِ نوافِذًا
عَدُوُّك من أمثالِها الدَّهْرَ آمِنُ
وتكشِفُ أسرارَ الأخِلَّاءِ مازِحًا
ويا رُبَّ مَزحٍ عاد وهْو ضَغائِنُ
سأحفَظُ ما بَيني وبَينَك صائِنًا
عُهودَك إنَّ الحُرَّ للعَهدِ صائِنُ
وألقاك بالبِشْرِ الجميلِ مُداهِنًا
فلي منك خِلٌّ ما عَلِمتُ مُداهِنُ
أنَمُّ بما استودَعْتُه من زُجاجةٍ
ترى الشَّيءَ فيها ظاهِرًا وهْو باطِنُ [900] ((ديوان السري الرفاء)) (ص: 444).
15- وأنشَد محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ البَغداديُّ:
إذا ما المرءُ أخطأه ثلاثٌ
فبِعْه ولو بكَفٍّ مِن رَمادِ
سلامةُ صَدْرِه والصِّدقُ منه
وكِتمانُ السَّرائِرِ في الفُؤادِ [901] يُنظر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 53).

انظر أيضا: