موسوعة الأخلاق والسلوك

ثامنًا: نماذِجُ في الإسرافِ والتَّبذيرِ


1- كان مَسلَمةُ بنُ عبدِ المَلِكِ من أشرَفِ أُمَويٍّ وأعظَمِه تملُّكًا وأسرَفِه في الطَّعامِ، فبلغ عُمَرَ بنَ عبدِ العزيزِ سَرَفُه في طعامِه، فأمَره أن يُبَكِّرَ عليه، وأمَرَ عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ بطبيخِ ثَريدِ عَدَسٍ، وبألوانٍ من لحمٍ، فلمَّا غدا عليه مَسلَمةُ أقام عنده حتَّى تعالى النَّهارُ ووجَد الجوعَ، فقام ليَذهَبَ فحَبَسه عُمَرُ، وقال له: اجلِسْ، ثمَّ أقام حتَّى انتصف النَّهارُ، ثمَّ قام فقال له عُمَرُ: اجلِسْ، حتَّى إذا بلغ من مَسلَمةَ الجوعُ فيما يرى عُمَرُ، دعا بطعامِه، فقُرِّبَت ثَريدةُ العَدَسِ، فأقبل عليها مَسلَمةُ فأكَل أكْلَ مَجهودٍ قد بلغ منه الجوعُ، فلم يَأْلُ حتَّى تمَلَّأَ! فأمر عُمَرُ أن يُرفَعَ، ودعا له بطعامٍ طَيِّبٍ، فقال: كُلْ، قال: قد شَبِعتُ، ما فيَّ فَضلٌ! قال له: فكيف بالسَّرَفِ في الطَّعامِ والتَّقحُّمِ في النَّارِ، وهذا يجزي عنه؟! وأراد عُمَرُ عِظَتَه وتأديبَه، فقَصَر بعد ذلك مَسلَمةُ عمَّا كان يكونُ عليه [377] ((سيرة عمر بن عبد العزيز)) لابن عبد الحكم (ص: 49). .
2- تبذيرُ المقتَدِرِ باللهِ جَعفَرِ بنِ المعتَضِدِ باللهِ أحَدِ خُلَفاءِ الدَّولةِ العبَّاسيَّةِ
(كانت خِلافتُه خمسًا وعِشرين سنةً إلَّا بضعةَ عَشَرَ يومًا، وكان مُسرِفًا مُبَذِّرًا ناقِصَ الرَّأيِ، مَحَق الذَّخائِرَ، حتَّى إنَّه أعطى بعضَ جواريه الدُّرَّةَ اليتيمةَ التي وَزنُها ثلاثةُ مثاقيلَ! ويقالُ: إنَّه ضيَّع من الذَّهَبِ ثمانينَ ألفَ ألفِ دينارٍ، وكان في دارِه عَشَرةُ آلافِ خَصِيٍّ من الصَّقالِبةِ، وأهلَك نفسَه بسوءِ تدبيرِه) [378] ((العِبَر في خبر من غبر)) للذهبي (2/ 7). .

انظر أيضا: