موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: أقسامُ المَحَبَّةِ


قسَّم بعضُ أهلِ العلمِ المَحَبَّةَ إلى أنواعٍ، كابنِ حَزمٍ، وابنِ القَيِّمِ، وغيرِهما من العُلَماءِ؛ فابنُ حَزمٍ قَسَّمها إلى تسعةِ أنواعٍ، قال: المَحَبَّةُ ضروبٌ:
 1- فأفضَلُها: مَحَبَّةُ المتحابِّين في اللهِ عزَّ وجَلَّ، إمَّا لاجتهادٍ في العَملِ، وإمَّا لاتِّفاقٍ في أصلِ النِّحْلةِ والمذهَبِ، وإمَّا لفضلِ عِلمٍ يُمنَحُه الإنسانُ.
2- ومَحَبَّةُ القرابةِ.
3- ومَحَبَّةُ الأُلفةِ في الاشتراكِ في المطالِبِ.
4- ومَحَبَّةُ التَّصاحُبِ والمعرفةِ.
5- ومَحَبَّةُ البِرِّ؛ يضعُه المرءُ عِندَ أخيه.
6- ومَحَبَّةُ الطَّمَعِ في جاهِ المحبوبِ.
7- ومَحَبَّةُ المتحابِّين لسِرٍّ يجتمعانِ عليه يلزَمُهما سَترُه.
8-  ومَحَبَّةُ بُلوغِ اللَّذَّةِ وقَضاءِ الوَطَرِ.
9- ومَحَبَّةُ العِشقِ التي لا عِلَّةَ لها إلَّا اتِّصالُ النُّفوسِ.
فكُلُّ هذه الأجناسِ منقضيةٌ مع انقضاءِ عِلَلِها، وزائدةٌ بزيادتِها، وناقصةٌ بنقصانِها، متأكِّدةٌ بدُنُوِّها، فاترةٌ ببُعدِها [8143] يُنظَر: ((طوق الحمامة)) (ص: 95). .
وقسَّمها ابنُ القيِّمِ إلى أربعةِ أنواعٍ، وهي: مَحَبَّةُ اللهِ، ومَحَبَّةُ ما يحِبُّ اللهُ، والمَحَبَّةُ مع اللهِ، وهي المَحَبَّةُ الشِّركيَّةُ، والحُبُّ للهِ وفي اللهِ، وهي من لوازمِ مَحَبَّةِ ما يحِبُّ، ثمَّ ذكَر نوعًا خامسًا، وهي المَحَبَّةُ الطَّبيعيَّةُ، وهي ميلُ الإنسانِ إلى ما يلائِمُ طَبعَه، كمَحَبَّةِ العطشانِ للماءِ، والجائِعِ للطَّعامِ، ومَحَبَّةِ النَّومِ والزَّوجةِ والوَلَدِ، فتلك لا تُذَمُّ إلَّا إذا ألهَتْ عن ذِكرِ اللهِ، وشَغَلت عن محبَّتِه [8144] يُنظَر: ((الجواب الكافي)) (ص: 189). .
وقسَّم الرَّاغبُ الأصفهانيُّ المَحَبَّةَ بحَسَبِ المحبِّين ،فقال: المَحَبَّةُ ضربانِ:
1- طبيعيٌّ: وذلك في الإنسانِ وفي الحيوانِ...
2- اختياريٌّ: وذلك يختصُّ به الإنسانُ... وهذا الثَّاني أربعةُ أضرُبٍ:
أ- للشَّهوةِ، وأكثَرُ ما يكونُ بَيْنَ الأحداثِ.
ب- للمَنفَعةِ، ومن جنسِه ما يكونُ بَيْنَ التُّجَّارِ وأصحابِ الصِّناعةِ المِهنيَّةِ وأصحابِ المذاهبِ.
ج- مُرَكَّبٌ من الضَّربينِ، كمَن يحِبُّ غيرَه لنفعٍ، وذلك الغيرُ يحِبُّه للشَّهوةِ.
د- للفَضيلةِ، كمَحَبَّةِ المتعَلِّمِ للعالِمِ، وهذه المَحَبَّةُ باقيةٌ على مرورِ الأوقاتِ، وهي المُستثناةُ بقَولِه تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف: 67] .
وأمَّا الضُّروبُ الأُخَرُ: فقد تطولُ مُدَّتُها وتقصُرُ بحَسَبِ طولِ أسبابِها وقِصَرِها [8145] يُنظَر: ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص: 256). .

انظر أيضا: