موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- الفَصاحةُ عِندَ الأنبياءِ والمُرسَلين


- فصاحةُ إسماعيلَ عليه السَّلامُ:
عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أوَّلُ من فُتِقَ لِسانُه بالعربيَّةِ المُبينةِ إسماعيلُ، وهو ابنُ أربَعَ عَشْرةَ سَنَةً)) [7381] أخرجه الشيرازي في ((الألقاب)) كما في ((الجامع الصغير)) للسيوطي (2837). صحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (2581)، وحسَّن إسناده ابن حجر في ((فتح الباري)) (6/464). .
قال ابنُ كثيرٍ: (كان إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ عليهما السَّلامُ أوَّلَ من تكلَّمَ بالعربيَّةِ الفصيحةِ البليغةِ، وكان قد أخَذَ كلامَ العَرَبِ من جُرْهُمٍ الذين نزَلوا عِندَ أمِّه هاجَرَ بالحَرَمِ) [7382] ((البداية والنهاية)) (1/283). .
وقال ابنُ حَجَرٍ: (أوَّلِيَّتُه في ذلك بحَسَبِ الزِّيادةِ في البيانِ لا الأوَّلِيَّةِ المُطلَقةِ، فيكونُ بعدَ تعلُّمِه أصلَ العربيَّةِ مِن جُرْهُمٍ ألهمه اللهُ العربيَّةَ الفصيحةَ المُبِينةَ فنَطَق بها، ويشهَدُ لهذا ما حكاه ابنُ هِشامٍ عن الشَّرقيِّ بنِ قَطاميٍّ «إنَّ عربيَّةَ إسماعيلَ كانت أفصحَ من عَربيَّةِ يَعرُبَ بنِ قَحطانَ وبقايا حِمْيَرٍ وجُرْهُمٍ»، ويحتَمَلُ أن تكونَ الأوَّلِيَّةُ في الحديثِ مُقَيَّدةً بإسماعيلَ بالنِّسبةِ إلى بَقيَّةِ إخوتِه من وَلَدِ إبراهيمَ؛ فإسماعيلُ أوَّل من نَطَق بالعربيَّةِ من وَلَدِ إبراهيمَ) [7383] ((فتح الباري)) (6/403). .
- فصاحةُ شُعَيبٍ عليه السَّلامُ:
وممَّا جاء من فصيحِ بَيانِه موعظتُه عليه السَّلامُ لِقَومِه، وقد قدَّم لها ابنُ كثيرٍ بقولِه: (ثمَّ قال تعالى إخبارًا عن شُعَيبٍ، الذي يُقالُ له: خَطيبُ الأنبياءِ؛ لفصاحةِ عِبارتِه، وجزالةِ موعظتِه) [7384] ((تفسير القرآن العظيم)) (3/447). .
قال تعالى: وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ * وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [الأعراف: 85 - 87] .

انظر أيضا: