موسوعة الأخلاق والسلوك

خامِسًا: أقسامُ العَدلِ والإنصافِ


(والعَدلُ ضَربانِ:
1- مُطلَقٌ: يقتَضي العَقلُ حُسنَه، ولا يكونُ في شَيءٍ مِنَ الأزمِنةِ مَنسوخًا، ولا يوصَفُ بالاعتِداءِ بوجهٍ، نَحوُ: الإحسانِ إلى مَن أحسَنَ إليك، وكفِّ الأذيَّةِ عَمَّن كفَّ أذاه عنك.
2- وعَدلٌ يُعرَفُ كونُه عَدلًا بالشَّرعِ، ويُمكِنُ أن يكونَ مَنسوخًا في بَعضِ الأزمِنةِ، كالقِصاصِ وأُروشِ الجِناياتِ، وأصلِ مالِ المُرتَدِّ؛ ولذلك قال: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ [البقرة: 194] ، وقال: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى:40] ، فسُمِّي اعتِداءً وسَيِّئةً، وهذا النَّحوُ هو المَعنيُّ بقَولِه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ [النحل:90] ؛ فإنَّ العَدلَ هو المُساواةُ في المُكافأةِ، إنْ خَيرًا فخَيرٌ، وإنْ شَرًّا فشَرٌّ، والإحسانُ أن يُقابِلَ الخَيرَ بأكثَرَ منه، والشَّرَّ بأقَلَّ منه) [6250] ((مفردات ألفاظ القرآن)) للراغب الأصفهاني (ص: 552). .
وذَكرَ ابنُ القَيِّمِ نَوعَينِ مِنَ الإنصافِ:
الأوَّلُ: الإنصافُ في مُعامَلةِ اللهِ بأن يُعطيَ العُبوديَّةَ حَقَّها، وألَّا يُنازِعَ رَبَّه صِفاتِ إلهيَّتِه التي لا تَليقُ بالعَبدِ، ولا تَنبَغي له مِنَ العَظَمةِ والكِبرياءِ والجَبَروتِ.
ومِن إنصافِه لرَبِّه ألَّا يشكُرَ سِواه على نِعَمِه وينساه، ولا يستَعينَ بها على مَعاصيه، ولا يحمَدَ على رِزقِه غَيرَه، ولا يعبُدَ سِواه.
والثَّاني: الإنصافُ في حَقِّ الخَلقِ بأن يُعامِلَهم بمِثلِ ما يُحِبُّ أن يُعامِلوه به [6251] يُنظَر: ((مدارج السالكين)) (1/ 461). .

انظر أيضا: