موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى الصِّلةِ والتَّواصُلِ لغةً واصطِلاحًا


معنى الصِّلةِ والتَّواصُلِ لغةً:
الصِّلةُ: الضَّمُّ والجَمعُ، يقالُ: وَصَل الشَّيءَ بالشَّيءِ وَصلًا ووُصلةً وصِلةً: ضمَّه به وجمعَه ولأَمَه، والوَصلُ: خِلافُ الفَصلِ.
كما تُطلَقُ على العَطيَّةِ والجائزةِ، وعلى الانتهاءِ والبُلوغِ، وعلى ضِدِّ الهِجرانِ.
قد يُستعمَلُ وَصَل بمعنى اتَّصَل، وكُلُّ شيءٍ اتَّصل بشيءٍ فما بَيْنَهما وُصلةٌ وصِلةٌ، أي: اتِّصالٌ وذريعةٌ، يقالُ: توصَّل إليه، أي: تلطَّف في الوُصولِ إليه.
والتَّواصُلُ ضِدُّ التَّصارُمِ، ووَصَّله توصيلًا: إذا أكثَرَ مِن وَصلِه، واتَّصل الشَّيءُ بالشَّيءِ: لم ينقَطِعْ [5859] يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (5/ 1842)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (6/ 115)، ((لسان العرب)) لابن منظور (11/ 726- 728). .
معنى الصِّلةِ والتَّواصُلِ اصطلاحًا:
قال القاضي عِياضٌ: (الصِّلةُ: العَطفُ والحنانُ والرَّحمةُ) [5860] ((إكمال المعلم بفوائد مسلم)) (8/ 20). .
وقال النَّوويُّ: (صِلةُ الرَّحِمِ هي الإحسانُ إلى الأقاربِ على حَسَبِ حالِ الواصلِ والموصولِ؛ فتارةً تكونُ بالمالِ، وتارةً بالخِدمةِ، وتارةً بالزِّيارةِ والسَّلامِ وغيرِ ذلك) [5861] ((شرح النووي على مسلم)) (2/ 201). .
وقال العَينيُّ: (صِلةُ الرَّحِمِ تشريكُ ذوي القَراباتِ في الخيراتِ) [5862] ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) للعيني (22/ 176). .
وقال مِسكَوَيهِ: (صِلةُ الرَّحِمِ هي مُشاركةُ ذوي اللُّحمةِ في الخيراتِ التي تكونُ في الدُّنيا) [5863] ((تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق)) (ص: 33)بتصرف يسير. .
وقال ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ: (صِلةُ الرَّحِمِ هي أداءُ الواجِبِ لها من حقوقِ اللَّهِ التي أوجب لها، والتَّعطُّفِ عليها بما يحِقُّ التَّعطُّفُ به عليها) [5864] ((جامع البيان)) (1/ 440). .
والعَلاقةُ بَيْنَ المعنى اللُّغَويِّ والاصطِلاحيِّ لصِلةِ الرَّحِمِ أنَّ صِلةَ الرَّحِمِ لمَّا كانت كنايةً عن الإحسانِ إلى الأقرَبينَ من ذوي النَّسَبِ والأصهارِ، والتَّعطُّفِ عليهم، والرِّفقِ بهم، والرِّعايةِ لأحوالِهم، وكذلك إن بَعُدوا أو أساؤوا. وقَطعُ الرَّحِمِ ضدُّ ذلك كلِّه؛ فكأنَّه بالإحسانِ إليهم قد وصَل ما بَينَه وبَيْنَهم من عَلاقةِ القَرابةِ والصِّهرِ [5865] ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (5/ 191، 192). .
والتَّواصُلُ: (عبارةٌ عن عمَليَّةِ تفاعُلٍ اجتماعيٍّ ومشاركةٍ إنسانيَّةٍ تهدُفُ إلى تقويةِ العَلاقاتِ بَيْنَ أفرادِ الأسرةِ أو المجتَمَعِ أو الدُّوَلِ، عن طريقِ تبادُلِ المعلوماتِ والأفكارِ والمشاعِرِ التي تؤدِّي إلى التَّفاهُمِ والتَّعاطُفِ والتَّحابِّ، أو عَكسِ هذه الأمورِ كُلِّها) [5866] ((مهارات التواصل مع الأولاد)) لخالد بن سعود (ص: 11). .

انظر أيضا: