موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: الوسائِلُ المعينةُ على التَّخلُّقِ بخُلُقِ السَّكينةِ


1- الامتِثالُ لقَولِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((عليكم بالسَّكينةِ)) [4711] رواه البخاري (1671) عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه دفع مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ عَرَفةَ، فسَمِع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبِلِ، فأشار بسَوطِه إليهم، وقال: ((أيُّها النَّاسُ، عليكم بالسَّكينةِ؛ فإنَّ البِرَّ ليس بالإيضاعِ)). ورواه مسلم (1282) عن الفَضلِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما وكان رديفَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ أنَّه قال في عشيةِ عَرَفةَ وغداةَ جمعٍ للنَّاسِ حينَ دَفَعوا: ((عليكم بالسَّكينةِ)). .
2- مصاحَبةُ ذوي الطَّبعِ الهادئِ، وأصحابِ السَّكينةِ؛ فـــ ((المرءُ على دينِ خليلِه)) [4712] رواه مطوَّلًا أبو داود (4833)، والترمذي (2378)، وأحمد (8417) واللَّفظُ له من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. صحَّحه ابن باز في ((مجموع الفتاوى)) (6/306)، وحسَّنه ابن حجر في ((الأمالي المطلقة)) (151)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4833)، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (1288)، وقال الترمذي: حسَنٌ غريبٌ. .
3- مُطالعةُ السِّيرةِ النَّبَويَّةِ وسِيَرِ الصَّالِحين.
4- معرفةُ فوائدِ وآثارِ السَّكينةِ.
5- التَّحَلِّي بالصَّبرِ:
فالصَّبرُ من الفضائِلِ الخُلُقيَّةِ التي تُعَوِّدُ الإنسانَ السَّكينةَ والاطمِئنانَ، وتكونُ بَلْسَمًا لجِراحِه، ودواءً لِمَرَضِه وبلائِه؛ فالصَّابرُ يتلقَّى المكارِهَ بالقبولِ، فيَحبِسُ نفسَه عن السَّخَطِ، فيتحَلَّى بالسَّكينةِ والوَقارِ [4713] يُنظَر ((صيد الأفكار)) لحسين المهدي (565). .
6- العِلمُ النَّافِعُ؛ فهو من الأسبابِ التي تجلِبُ لأصحابِها السَّكينةَ.
قال ابنُ رجَبٍ: (العِلمُ النَّافِعُ هو ما باشَر القُلوبَ فأوجب لها السَّكينةَ والخَشيةَ، والإخباتَ للهِ والتَّواضُعَ والانكسارَ له، وإذا لم يباشِرِ القُلوبَ ذلك من العِلمِ، وإنَّما كان على اللِّسانِ؛ فهو حُجَّةُ اللهِ على ابنِ آدمَ، تقومُ على صاحبِه وغيرِه) [4714] ((مجموع رسائل ابن رجب)) (1/ 296). .
7- تحقيقُ التَّوكُّلِ على اللهِ سُبحانَه؛ فبالتَّوكُّلِ يشعُرُ المؤمِنُ بالأمنِ والسَّكينةِ إذا اضطَرب النَّاسُ.
8- الشُّعورُ بمعيَّةِ اللهِ سُبحانَه، فإنَّ من استشعر معيَّةَ اللهِ سُبحانَه اطمأَنَّ قلبُه، وسكَنَت نفسُه.
9- إجلالُ اللهِ سُبحانَه، فهو يُثمِرُ المهابةَ، وبالمهابةِ تحصُلُ السَّكينةُ.
10- الحِكمةُ؛ فهي تمنَعُ صاحِبَها من أخلاقِ الأراذِلِ.
11- الصَّمتُ إلَّا من الخيرِ، فإنَّ اعتيادَ الصَّمتِ يَكسِبُ السَّكينةَ.
12- التَّواضُعُ؛ فهو قرينُ السَّكينةِ؛ فإذا تواضَع القلبُ خشَعَت الجوارحُ وسكنَت [4715] يُنظَر: ((الروح)) لابن القيم (ص235)، ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص337)، ((الخشوع في الصلاة)) لسعيد بن وهف القحطاني (ص: 18). .

انظر أيضا: