موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِن الشِّعرِ


وممَّا جاء منظومًا في الحثِّ على الحِلمِ:
1-قال الشَّافِعيُّ:
يُخاطِبُني السَّفيهُ بكُلِّ قُبحٍ
فأكرَهُ أن أكونَ له مُجيبَا
يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حِلمًا
كعودٍ زاده الإحراقُ طِيبَا [3827] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص: 32).
2- وقال أيضًا:
إذا نطَق السَّفيهُ فلا تُجِبْه
فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ
فإن كلَّمْتَه فرَّجْتَ عنه
وإن خلَّيتَه كَمَدًا [3828] الكمد: الحزن المكتوم. يُنظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (2/ 541). يموتُ [3829] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص: 34). .
3- وقال أصرَمُ بنُ قيسٍ:
وإنِّي لأترُكُ عورَ الكلامِ
لئلَّا أُجابَ بما أكرَهُ
وأُغضي [3830] أغضى على الشَّيءِ: سكَت وصبَر. ((تاج العروس)) للزبيدي (39/ 171). على الكلِمِ المُحفظاتِ
وأحلُمُ والحِلمُ بي أشبَهُ
فلا تغترِرْ برُواءِ [3831] الرُّواءُ: المَنظَرُ الحَسَنُ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/ 348). الرِّجالِ
وما زخرَفوا لك أو موَّهوا
فكم مِن فتًى يُعجِبُ النَّاظِريـــنَ
لهُ ألسُنٌ ولهُ أوجُهُ
ينامُ إذا حضَر المَكرُماتُ
وعندَ الدَّناءةِ يستَنبِهُ [3832] ((الحلم)) لابن أبي الدنيا (ص: 29). والأبياتُ لأصرَمَ بنِ قيسٍ، ويقالُ: إنَّها لعليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه. يُنظر: ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/ 142).
4-وقال مُحمَّدُ بنُ زيادٍ الحارِثيُّ:
تخالُهمُ للحِلمِ صُمًّا عن الخَنا
وخُرسًا عن الفَحشاءِ عندَ التَّهاتُرِ
ومرضى إذا لاقَوا حياءً وعفَّةً
وعندَ الحُروبِ كاللُّيوثِ الخوادِرِ [3833] يقال: أسَدٌ خادِرٌ، أي: داخِل الخِدرِ. يُنظر: ((الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (2/ 643).
لهم ذُلُّ إنصافٍ ولينُ تواضُعٍ
بهم ولهم ذلَّت رِقابُ المعاشِرِ
كأنَّ بهم وَصمًا يخافونَ عارَه
وما وَصْمُهم إلَّا اتِّقاءُ المعايِرِ [3834] يُنظر: ((الفاضل)) للمبرد (ص: 90)، ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/ 253)، ((الأمالي)) للقالي (1/238)، ((المحمدون من الشعراء)) للقفطي (ص: 330).
5-وقال آخَرُ:
ألم تَرَ أنَّ الحِلمَ زَينٌ مُسوِّدٌ
لصاحِبِه والجَهلُ للمرءِ شائِنُ
فكنْ دافِنًا للجَهلِ بالحِلمِ تسترِحْ
مِن الجَهلِ إنَّ الحِلمَ للجَهلِ دافِنُ [3835] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 209).
6-وقال أبو العَتاهيةِ:
ألا إنَّ حِلمَ المرءِ أكبَرُ نِسبةٍ
تَسامَى بها عندَ الفَخارِ كريمُ
فيا ربِّ هَبْ لي منك حِلمًا فإنَّني
أرى الحِلمَ لم يندَمْ عليه حليمُ [3836] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/140). ويُنظر: ((ديوان أبي العتاهية)) (ص: 392).
7- وقال الشَّاعِرُ:
وفي الحِلمِ رَدعٌ للسَّفيهِ عن الأذى
وفي الخَـرقِ إغراءٌ فلا تكُ أخرَقا
فتَندَمَ إذ لا تنفعَنْك نَدامةٌ
كما نَدِم المغبونُ لمَّا تفــرَّقا [3837] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/180).
8-وقال محمودٌ الورَّاقُ:
رجعْتُ على السَّفيهِ بفَضلِ حِلمٍ
وكان الفِعلُ عنه له لِجامَا
وظنَّ بيَ السِّفاهَ فلم يجِدْني
أسافِهُه وقلْتُ له سلامَا
فقام يجُرُّ رِجلَيهِ ذليلًا
وقد كسَب المذمَّةَ والملامَا
وفَضلُ الحِلمِ أبلَغُ في سَفيهٍ
وأحرى أن ينالَ به انتِقامَا [3838] يُنظر: ((الحلم)) لابن أبي الدنيا (ص: 34)، ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (15/ 102).
9- وقال محمودٌ الورَّاقُ أيضًا:
أيا مَن تدَّعي شَتمي سِفاهًا
عَجَّلْتَ عليَّ خيرًا يا أُخيَّا
أَكْسِبُك الثَّوابَ ببنتِ شَتمي
وأستدعي به إثمًا إليَّا
فأنت إذَنْ وقد أصبحْتَ ضِدًّا
أعزُّ عَلَيَّ مِن نَفسي عَلَيَّا [3839] ((الحلم)) لابن أبي الدنيا (ص: 48).
10- وقال إبراهيمُ الصُّوليُّ:
لن يُدرِكَ المجدَ أقوامٌ وإن شرُفوا
حتَّى يَذِلُّوا وإن عزُّوا لأقوامِ
ويُشتَموا فترى الألوانَ مُسفِرةً
لا عَفوَ ذُلٍّ ولكِنْ عَفوَ أحلامِ [3840] ((الوحشيات)) لأبي تمام (ص: 170). .
11- وقال مَعنُ بنُ أوسٍ:
وذي رَحِمٍ قلَّمْتُ أظفارَ ضِغنِه
بحِلميَ عنهُ وهْوَ ليس له حِلمُ
يُحاوِلُ رَغْمي [3841] أي: إذلالي. يُنظر: ((المصباح المنير في غريب الشرح الكبير)) للفيومي (1/ 231). لا يُحاوِلُ غَيرَه
وكالموتِ عِندي أن يحُلَّ به الرَّغمُ
فإن أعْفُ عنهُ أُغضِ عينًا على قذًى
وليس له بالصَّفحِ عن ذَنبِه عِلمُ
وإن أنتصِرْ منه أكُنْ مِثلَ رائِشٍ [3842] أي: يعملُ لها ريشًا. يُنظر: ((مجمع بحار الأنوار)) للفتني (2/ 410).
سِهامَ عَدوٍّ يُستهاضُ [3843] يقال: هاض العَظمَ يَهيضُه هيضًا: كسَره بعد الجُبورِ، وهو أشدُّ ما يكونُ من الكسرِ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (19/ 115). بها العَظمُ
وبادرْتُ منه النَّأيَ والمرءُ قادِرٌ
على سَهمِه ما دام في كفِّه السَّهمُ
صبرْتُ على ما كان بَيني وبَينَه
وما يستوي حَربُ الأقارِبِ والسِّلمُ
ويشتِمُ عِرضي في المَغيبِ جاهِدًا
وليس له عندي هَوانٌ ولا شَتمُ
إذا سُمتُه [3844] يقال: سُمتُ الرَّجُلَ أسومُه سَومًا: إذا كلَّفْتَه عَمَلًا أو أجشَمْتهَ أمرًا يَكرَهُه. يُنظر: ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/ 862). وَصلَ القرابةِ سامَني
قطيعتَها تلك السَّفاهةُ والإثمُ [3845] ((أمالي القالي)) (2/ 101).
12- وقيل:
وليس يتِمُّ الحِلمُ للمرءِ راضيًا
إذا كان عندَ السُّخطِ لا يتحلَّمُ [3846] ((ديوان المعاني)) لأبي هلال العسكري (1/ 134). .

انظر أيضا: