موسوعة الأديان

مقدمة

الحمد لله القائل وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران: 85] والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد:
فلا شك أن الكلام في الأديان المخالفة للدين الحق دين الإسلام، وبيان ما هي عليه من الضلال والزيغ عن الصراط المستقيم - والتي تتخبط خبط عشواء في عقائدها وأفكارها- له أهمية كبيرة. فبه تستبين سبيل الهداية من سبل الضلال، ويعرف الحق من الباطل، وبه تقام الحجة على المقلد الجاهل، قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ[الأنعام: 55] ، والمسلم يحمد الله تعالى أن هداه للإسلام، ويزداد يقينا بدينه، كلما ازداد علمه بتلك الديانات ويقف على أوجه الانحراف فيها وشبهها التي يتعلقون بها.
لاسيما في هذا العصر مع هذا الانفتاح الهائل، والتواصل الدائم الذي يعيشه العالم الآن، سواء كان عبر شبكة الإنترنت، أو غيرها من وسائل الإعلام.
هذا وقد ألف العلماء قديماً وحديثاً في الملل والنحل كتباً كثيرة، منها المطول ومنها المختصر، ومنها الجامع، ومنها المقتصر على بعض تلك الأديان، ولما كان الوقوف على أكثر هذه الكتب عسيراً، وبعضها فيه الصواب والخطأ، وكثيرٌ منها بحاجة إلى تحقيق وتنقيح، وتنقية وتصفية، وليس فيها كتاب واحد، بل ولا برنامج أو موقع إلكتروني واحد يجمع كل هذه الأديان السماوية منها والوثنية، شرعنا بفضل الله وتوفيقه في موقع الدرر السنية بجمع ما تفرق في كتب الأديان القديمة والمعاصرة، معرفين بها، وبأبرز شخصياتها، وأفكارها ومعتقداتها، والرد على الشبه المتعلقة بها، وأماكن انتشارها ومواقع نفوذها وغيرها من المباحث، وذلك من عشرات الكتب والمراجع مع تحقيقها، وتنقيحها، والتأليف بينها، وتخريج أحاديثها، وتصنيفها تصنيفاً موضوعياً شجرياً، مع الحرص على ذكر الكلام المنقول كما هو مع ذكر المرجع، إلا أنه أحيانا يتم التصرف في بعض المواضع ويشار إلى ذلك، ونسأل الله أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم، وينفع به المسلمين.


انظر أيضا: